كيف كان له أن لا يكون سخيـّاً بالحب ، وأن يدرك الخطرمن تقطير مشاعره وسكبها في قدح الدنيا دفعة واحدة ؟..
كيف له أن يعلم بأنّ من لا يتلو تراتيل الحذرعلى طول دربه ، سيمشي يوماً فوق الشوك مترنّحاً من الألم،، وسيبكي الشوك لأجله !..
كيف كان له أن يتنبأ ذات يوم ، بأنّ من يَجفل حينما يرتشف الأيام كـقهوة مالحة عليه أن يُبصر طالِعهُ فيها. . و يهرب قبل أن يُنفى ..
ما كانَ لطيبته أن تنفخ الظنون السوداء في قلبه و تطلقها معزوفة نشاذ تتصدع بها جدران الوطن، مثلما ينفخ طواغير الفتنة في مزمار البغض معزوفات الموت حيث تصدح بها السيوف والقنابل على الأجساد الممزَقة ..
كان الحب ينسكب منه غزيراً نقياً كماء الورد يروي بها أرض الوطن القاحلة ، و يضمّ سمائه بحنانٍ يتدفق هائماً بين الأوردة ، وكلما اتـقدَ حبه أكثر.. كلما استحالت الحرارة نيراناً في تدفقها ، و أشتعل مستمتعاً هو، غير آبه بالحرارة تلسعه بقوة !..
كيف كان له أن يستوعب حقيقة أنّ كل شيء يبلغ ذروته سيعود لنقطة الصفر؟،، هكذا كان عطائه هائلاً لا ينضّب،، فكبر قبل الأوان..
واكتسى الشحوب ملامحه ،، و ترنّحت طموحاته محنيّة الظهر تتكئ على عطف الوطن وشفقته ..
امتصّ الوطن طاقته بشراهة لا رحمة فيها كقصب السكر الشهي ، وما أن استحال القصب لركام قـشّة بلا طعم ،، طرحه أرضاً واستدار عنه و رحل ..
كيف كان له أن يعلم أن الأوطان تتثائب ضجراً وترحل عن مواطنيها .. تنفيهم خارج حدودها وتتركهم مشرّدين مذهولين،، يسكنهم الوطن بشدة غارزاً سكاكين الشوق والوحدة في قلوبهم اليتيمة؟! ..
من رأى يوماً سمكة طَردت البحر خارج حدود امبراطوريتها وحملت الغدر على ظهرها زاداً ، وهاجرت إلى قمة جبل لتعيش عليه ؟!،
هو لم يفتح عينيه يوماً خارج دفء الوطن فمرّت المصائر والأقدار من حوله
كالسحب المعبّقة بالجراح والأحقاد والصدمات.. دون أن يلمحها .. ومن قوة خفقان قلبه لم يسمع بكاء المحطمين و آهات المقهورين ،، فاعتقد بأنّ الدنيا سرمدية البهجة .. وثيرة الأمان.
هو حضنَ بحبه كل الكون، و نزف أحاسيسه ووفائه في الفضاء ، هو أدّى كل رقصات الشوق والثقة كما ترقص الكواكب حول مداراتها مغمضةً أعينها لأنها تثق أن المدار يتشبث بها بين ذراعيّ جاذبيته، فتدرك بأنها مهما حصل فلن تسقط أبداً..
هو كان يتنفّس كل ذرة من الوطن ، من قلب قوقعة حماقاته..
كيف كان له أن يستبصرغداً قاتلاً ينتظره برؤية تفتح عينيه ليدرك أنه سيكون يوماً
ما مسكوناً بوطن نفاه .. فيجرّ أحلامه و دموعه و طموحاته في حقيبة الدموع المـُتسمّرة خلف أحداق الوجع ,, ومع كل خطوة يمشيها في العدم ينزف حبه وجعاً يتيماً ..وصدى الوعود تلاحق خطواته المكسورة .. عن وطن كان ذات كذبة يغريه بإقامة أبدية! ..
اليوم يجد نفسه بمواجهة مصيره المُحبِط لثقة أغواها الأمان أن تغفو في حضنها,, وما أن أغلقت عينيها حتى ذبحتها الأنانية المتربّصة خلف الباب ..
هكذا الأوطان تسكننا بعمق وجنون ,, لكنن لا نملك فيها سوى استضافة ساحرة في ثنايا العمر ,, وما تلبس أن تتركنا زاحفة بلا تردد نحو مواطن جديد يُشعِل فيها الأمل و يعيد إكسير الإثارة كي تنعش أزقتها الضَجِـرة على رفاة حبه و ثقته ..
البلد . . الحبيب . . الصديق . . الإيمان . .مهما كان الوطن الذي احتلّ كياننا ،،
فحتماً سيتخلّى عنا يوماً و يتركنا هائمين بوحدة مؤلمة وضياع مُخضَّب بالأنين ،،
ممنوعين من العودة للإقامة فيه .. وعاجزين نهائياً أن نتمكن من أن ننتمي إلى أي وطن آخر ..
هناك 21 تعليقًا:
جزاكم الله خيرا"
شركه تنظيف
ممتاز
لعبة
thank you
اخبار السيارات
جيد
جيد
جيد
جيد
جيد
جيد
شركة شام للخدمات المنزليه هي من افضل الشركات التي تعمل في مجال الخدمات المنزليه وذلك بسبب امتلاكها للعديد من عناصر التميز مثل الايدي العامله المدربه صاحبة الخبره العاليه في هذا المجال وايضا التقنيات الحديثه التي تستخدمها الشركة في تنفيذ ما تقدمه من خدمات , ومن الخدمات التي تسعد شركة شام بتقديمها لعملائها الكرام مايلي
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة مكافحة نمل ابيض بالدمام
عزيزي العميل لا تقلق ولا تحتار فشركة شام هي افضل اختيار
جيد
جيد
جيد
جيد
جيد
جيد
جيد
شكرا
جيد
شكرا
شكرا
إرسال تعليق